المصدر
7800 وحدة إنتاجية تزود الأسواق بالسلع الزراعية الطازجة خلال المونديال
أعلنت الوحدات الإنتاجية الزراعية في دولة قطر بشتى أنواعها حالة الطوارئ القصوى من اجل الاستعداد لتسويق علاماتها التجارية في مونديال الدوحة 2022 الذي بات على الأبواب، وتتطلع الكيانات المتميزة منها من خلاله إلى إرسال رسالة للعالم بأن دولة قطر تمكنت من قهر كل الصعوبات التي واجهتها واعتمدت على نفسها في إنتاج العديد من السلع الزراعية الطازجة وتحقيق الاكتفاء، ومن بين العلامات التجارية القطرية التي بدأت تكتسب شهرة اقليمية ودولية “بلدنا، مزرعتي، اجريكو، هاريفست، الريان، قطرات، العذبة، الواحة، غدير”، وغيرها من الشركات التي فرضت نفسها بقوة بمجالات الإنتاج الزراعي والحيواني والداجني بالدولة، ونافست بقوة المنتجات الأجنبية بالأسواق، ولحسن الحظ إن المونديال تنطلق فعالياته في قمة الموسم الزراعي بالدولة، الأمر الذي يضمن توفر المواد الزراعية الطازجة بكثرة في الأسواق من المزارع للمستهلك مباشرة. وفي محاولة للتعرف على المنتجات المتوفرة تحدثت لوسيل إلى عدد من المنتجين.
أحمد الخلف: “جودة المنتج القطري” رسالة المنتجين للعالم خلال المونديال
يقول رجل الأعمال والمستثمر الزراعي المعروف السيد احمد الخلف رئيس مجلس ادارة الشركة العالمية لتطوير المشروعات التي تتولى إدارة شركة أجريكو للتطوير الزراعي:” ان 7.8 ألف وحدة إنتاجية زراعية متطورة في قطر تتمثل في اعداد العزب والمزارع وما يرتبط بها من مصانع لإنتاج المواد الغذائية الزراعية الطازجة من لحوم بيضاء وحمراء وألبان واسماك وخضراوات سيعقد المونديال وهي في أوج العطاء وقادرة على تزويد الأسواق بجانب كبير مما تحتاجه من هذه السلع، وبالتالي نرى انه يتوجب على المنتجين في دولة قطر قبل ان يستثمروا المناسبة في التربح وان يحرصوا على جودة المنتج القطري ومن خلال تلك الجودة يبعثون برسالة للعالم ان دولة قطر ليست مجالا لإنتاج الطاقة فقط، إنما على الرغم من بيئتها الجافة ومناخها الصعب نجحت في أن تحقق اكتفاء ذاتيا من سلع زراعية وتحقق نوعا من الاعتماد على النفس، الأمر الذي يفتح مجالا أوسع وارحب أمام المستثمرين على كافة الأصعدة”.
ويضيف الخلف: “وفق الأرقام الرسمية تنتج دولة قطر الآن من الخضروات اكثر من 104 آلاف طن سنويا وهي نسبة تقترب من تغطية نصف احتياجات الدولة السنوية من الخضراوات الرئيسية التي تبلغ 234 الف طن سنويا و650 طنا يوميا ومن المتوقع ان ترتفع خلال المونديال الى ما يقرب من ألف طن، ومن جانبه يمد مشروع انريكو الأسواق بـ 15 نوعا من الخضراوات الرئيسية التي تتضمن اكثر من 65 صنفا متعددة الأشكال وهي خضراوات عالية الجودة تضاهي افضل منتجات الخضراوات العضوية النظيفة التي تشرف دولة قطر ولا تقل عن مثيلاتها الأوروبية، كما تزود المزرعة الأسواق باسماك الروبيان والدواجن وبعض أنواع اللحوم”.
ويرى الخبراء ان تنامي عدد المزارع التي تنتج الخضار بشكل دائم في دولة قطر يرجع للإرادة السياسية المتوفرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الزراعية الطازجة، ويطالبون بضرورة صدور تشريع في اقرب وقت يعزز من أوجه دعم الدولة للزراعة وإنتاج الغذاء. وفي ذات السياق أشاد السيد: على الكعبي عضو لجنة المزارع ومالك المزرعة العالمية بالجهود التي تبذلها الدولة والحكومة لدعم المنتج الزراعي وانها لم تقصر على الاطلاق في النهوض به، مستشهدا على ذلك بدعم عمليات التسويق غير المحدود بداية من مواصلة انشاء الساحات والمهرجانات وتأسيس شركة محاصيل، وبدء عمليات تجريبية لتحديد سعر ادنى للمنتج المحلي، وهو ما سوف يلمسه بوضوح المزارع خلال الموسم الجديد.
وصرح لـ “لوسيل” السيد يوسف بن خالد الخليفي مدير ادارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية مشيرا الى ان “عدد المزارع المسجلة في الدولة وفق التعداد بلغ 1225 مزرعة من بينها 2 تحت الصيانة و207 مزارع غير عاملة، وبالتالي تكون نسبة المزارع المنتجة في قطر 82.9% إلى جانب 16.9% مزرعة غير منتجة و0.2% تحت الصيانة، ومن بينها توجد 507 مزارع منتجة ومسوقة 38.5% منها في الخور والذخيرة و500 مزرعة تستهلك معظم إنتاجها 27 % منها في الشيحانية”.
معتز الخياط: “بلدنا” تعمل على خطوط إنتاج جديدة
وتستعد شركة بلدنا لاستقبال كأس العالم عبر توفير الانتاج اللازم الذي يواكب عدد الزوار المتوقع وتوفر بلدنا عبر عائلة منتجاتها خيارات عديدة من الحليب والالبان والعصائر للمستهلكين والزوار، ويمثل هذا الحدث فرصة لاستعراض المنتجات الوطنية أمام الزوار من ناحية المستوى الرفيع في الجودة والطعم والتنوع.
وتكشف إحصائيات شركة بلدنا عن تركيزها على تقديم منتجات مبتكرة وذات قيم مضافة وتزويد عملائنا بنقطة اتصال واحدة لأكبر مجموعة من المنتجات بلغت 268 منتجا عام 2021 بزيادة 13 % عن عام 2020 وزيادة عدد نقاط الاتصال في جميع أنحاء دولة قطر على مدار الساعة وطوال العام الى 135 بارتفاع 13% عن العام الماضي.
وفي ذات السياق يقول رجل الأعمال السيد معتز الخياط رئيس مجلس إدارة شركة بلدنا للصناعات الغذائية في معرض شرحه لطريقة عمل الشركة: “ستوفر بطولة كأس العالم قطر 2022 فرصًا ممتازة قبل البطولة وأثناءها وبعدها، وهي حدث تاريخي لدولة قطر ولشركة «بلدنا»، حيث سيتسنى لنا فيها عرض منتجاتنا الرائدة في السوق ليستمتع بها العالم بأسره”.
واستطرد: “لقد حرصنا على أن تكون الخدمة المقدمة لعملائنا وسكان دولة قطر خالية من العيوب، بلغت القيمة التي نقدمها لمساهمينا، ورؤيتنا المستقبلية آفاقًا جديدة، ولذلك حققنا في نهاية عام 2021 إيرادات بلغت 773 مليون ريال، 17.3 % منها هامش صافي ربح، وذلك مقارنة بـ 759 مليون ريال قطري في العام السابق. وبلغت قيمة الأرباح قبل اقتطاع الفائدة والضريبة والاستهلاك والإطفاء خلال العام 297 مليون ريال قطري، دون تغير يذكر مقارنة بالعام السابق”.
ويقول معتز الخياط: “سنبني في العام المقبل على الفرص والإمكانات الهائلة التي بدأناها في عام 2021، فقد عملنا خلال العام على تنفيذ الوسائل المعينة على التنويع والتوسع، وفي عام 2022 سنسعى لتحقيق هذه الأهداف بما اكتسبناه من إمكانات، سنتطلع إلى دخول أسواق جديدة، وتقديم أصناف أوسع وأكثر تنوعًا، وإنشاء خطوط إنتاج جديدة لإحداث نمو وتنويع مطرد على مستوى أعمالنا”.
بيت هيلريدس: فرصة لزيادة المبيعات والترويج العالمي
ويقول بيت هيلريدس الرئيس التنفيذي لشركة بلدنا: “ستكون بطولة كأس العالم قطر 2022 فرصة عظيمة لنا لزيادة مبيعاتنا على المدى القصير والترويج لعلامتنا التجارية لجمهور دولي مع إمكانية تحقيق مكاسب على المدى الطويل. وتماشيًا مع التزامنا المستمر، سنواصل دفع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي بدولة قطر (2018-2023) من خلال ضمان المحافظة على اكتفائنا الذاتي وترشيد التكاليف قدر الإمكان، وتزويد السكان بإمدادات وفيرة من الغذاء عالي الجودة بأسعار معقولة”.
ويستطرد بيت هيلريدس قائلا: “بالنسبة لمزارع الأبقار في عام 2021، بلغ إجمالي عدد القطيع 23.581 رأسا بزيادة 6 % مقارنة بالعام الماضي. وبلغ إجمالي إنتاج الحليب 141 مليون لتر بينما نقوم بإدارة إنتاجنا لكل بقرة يوميًا عند نفس مستوى العام الماضي على الرغم من الظروف الجوية الرطبة والحارة للغاية مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يعد إنجازاً ضخمًا”.
ويقول بيت هيلريدس: “تعمل بلدنا وفقاً لاستراتيجية طويلة الأمد بالتعاون مع السلطات المحلية لتزويد السوق المحلية بمنتجات ألبان وأجبان صحية، وتلبية احتياجات الشعب القطري هو شغلنا الشاغل ولذلك فنحن نسعى باستمرار لتقديم منتجات متنوعة ترضي أذواقهم وتفوق توقعاتهم، ومنتجاتنا مصممة لتلائم جميع أنماط حياة المستهلكين. سواءً كنتم تمارسون الرياضة أو أن لديكم حساسية لأي نوع من الطعام أو أنكم تتبعون حمية صحية معينة، فمنتجاتنا توفر لكم الخيار المناسب لنمط حياتكم”.
ووفق سجلاتها بلدنا شركة قطرية 100% وواحدة من أكبر شركات تربية الأبقار في المنطقة. تمتد مساحتها على 2.4 مليون متر مربع وبقدرة استيعابية لتربية 24000 رأس من الأبقار في بيئة مريحة وملائمة تُمكّن الأبقار من الوصول إلى إنتاج الحد الأعلى من الحليب. وتقدم مزرعتنا منتجات طبيعية متميزة بطعمها الطازج وقيمتها الغذائية العالية. يتم حلب الأبقار يومياً باستخدام أحدث أنظمة الحلب الدوارة لاستخدامه في تصنيع مجموعة واسعة من منتجات الألبان والأجبان. وتفتح المزرعة أبوبها للعامّة لزيارتها، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة أحدث أنظمة الحلب الدوارة في المنطقة. كما تضم المزرعة مطعماً متميزاً وحديقة بديعة التنسيق وقسما لألعاب الأطفال وحديقة حيوانات أليفة، وبذلك تعتبر مزرعة بلدنا وجهة مثالية للراغبين في التعرف على الحياة في المزرعة.
وتكشف بيانات رسمية أن “إنتاج دولة قطر من الحليب الطازج يبلغ 175 طنا يوميا بنسبة اكتفاء 106% أغلبها من إنتاج شركة بلدنا بينما تنتج شركة غدير والعزب والمزارع جانبا من تلك الكميات، ويبلغ الاستهلاك السنوي للدولة من الحليب ومشتقاته 230 ألف طن بمعدل يومي يقدر بـ 693 طنا يوميا من الحليب ومشتقاته تنتج منها 5 مصانع بالدولة حوالي 550 من الحليب ومشتقاته بمعدل اكتفاء يصل إلى 90% ويتزايد الإنتاج المحلي بصفة مستمرة من مشتقات الحليب”.
وتتوقع سجلات تجارية ارتفاع استهلاك منتجات الألبان بنسبة لا تقل عن 40 % يوميا على مدار أيام المونديال ليرتفع استهلاك منتجات الألبان إلى ألف طن يوميا سيكون نصيب المزارع القطرية منها كبيرا وتشكل المناسبة فرصة كبيرة للترويج لبراندات إنتاج الألبان القطرية وخصوصا براند بلدنا والذي بدأ يغزو الأسواق مؤخراً وتمتد استثماراته إلى الخارج.
ناصر الجابر: توفير كافة احتياجات السوق من المواد الغذائية
وأوضح رجل الأعمال السید ناصر حسن الجابر رئیس مجلس إدارة مجموعة ناس القابضة “أن المجموعة تعمل بشكل مستمر مع العدید من الجھات في مختلف القطاعات على توفیر ما تتطلبه ھذه المرحلة من استعدادات وخدمات وذلك من خلال كافة شركات المجموعة بحسب مجال كل شركة، اما فیما یخص المنتجات الغذائیة والاستھلاكیة فقد عملنا على توفیر كافة احتیاجات السوق المحلي الى جانب عدد من المؤسسات والفنادق والمنتجعات السیاحیة استعداداً لاستضافة مونديال كأس العالم 2022 في الدوحة من خلال شركة ھارفست للتجارة الدولیة، حیث تم التعاقد مع سلسلة من الفنادق والمنتجعات المعتمدة لاستضافة المشاركین في الموندیال، وذلك لتزویدھا بالمنتجات الغذائية والاستهلاكية اللازمة لتغطية ھذه المرحلة المهمة بعنایة تامة”.
وبالحدیث عن حجم الطلب على المواد الغذائیة في مرحلة الموندیال بين ناصر الجابر “أن احتیاجات السوق تختلف بین كل جھة وأخرى، فعلى سبیل المثال قد عملت شركة ھارفست على توفیر المواد الغذائیة باختلاف أنواعھا للمرافق السیاحیة لاسیما المواد الاساسیة كالأرز والزیوت واللحوم الى جانب البیض والبقولیات والبھارات، فقد لمسنا حرص كافة المرافق السیاحیة على توفیر التنوع الغذائي لنزلائھا نظراً لتنوع جنسیاتھم وثقافاتھم ھذا ما یعكس مدى الرعایة الخاصة والكفاءة العالیة في مجال الضیافة لكافة زوار قطر”.
وعلى صعید مختلف شدد ناصر الجابر على جاھزیة مختلف المؤسسات والشركات بالمجموعة على “استضافة الموندیال بكفاءة عالیة وذلك لمسناه من خلال تعاملاتنا التجاریة والاداریة مع مختلف القطاعات ما یعكس التكاتف والانسجام الملحوظ بین القطاعین الحكومي والخاص وجاھزیة المستثمرین واصحاب المشاریع لتقدیم أعلى جودة من الخدمات للمساھمة في انجاح ھذا الحدث المهم بإذن الله تعالى”.
دواجن محلية طازجة تساهم في تغطية احتياجات الأسواق
وأكد مسؤولون على صلة أن المزارع القطرية الرئيسية الأربع المنتجة للحوم البيضاء الطازجة ستواصل ضخ إنتاجها في الأسواق طوال فترة المونديال، حيث يتوقع ان يرتفع استهلاك الدواجن، وان المزارع استعدت للمساهمة في تغطية احتياجات السوق وتقديم منتج عالى الجودة لإرسال رسالة للعالم وجمهور المونديال أن قطر تتجه للتقدم في شتى المجالات.
وبلغت معدلات النمو السنوي في إنتاج لحوم الدواجن الطازجة 38 %، وقدرت إحصائية رسمية الفائض في الإنتاج من اللحوم البيضاء الطازجة بـ 24 % بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100 % من إنتاج الدواجن الطازجة.
وبلغ الإنتاج السنوي من الدواجن الطازجة 28 ألف طن، وتستهلك الدولة منها سنويا 22 ألف طن بواقع 66.7 طن استهلاكا يوميا من الدواجن الطازجة.
ووفق بيانات رسمية توجد في دولة قطر 4 مزارع كبرى للدواجن وهي: «الشمال، مزرعتي، العزبة، الواحة» بخلاف الدواجن البلدية التي تنتشر تربيتها في الآلاف من المزارع والعزب والتي تساهم في إمداد الأسواق بالدواجن البلدية الطازجة والبيض.
وتشير البيانات الى وجود مزرعتين لإنتاج البيض «الواحة، البياض»، وثمة 8 مزارع اخرى تحت الإنشاء يرعاها بنك التنمية بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة، وتنتج دولة قطر الآن 14 ألف طن من بيض المائدة بمعدل اكتفاء ذاتي يبلغ 43 %. وينتظر وصول معدلات الاكتفاء ببيض المائدة إلى 70% عام 2021 اثر اكتمال تشييد تلك المزارع للبيض.
ويكشف تقرير لإدارة الثروة الحيوانية أن دولة قطر تستهلك سنوياً 118 ألف طن من لحوم الدواجن من بينها 22 ألف طن لحوما مبردة طازجة، 96 ألف طن لحوما مجمدة، حيث تستورد قطر اغلب اللحوم البيضاء المجمدة. ووفق التقرير يبلغ الاستهلاك السنوي لقطر من البيض 32 ألف طن.