المصدر
ناقشت الطالبة مريم محمد طالب المري تخصص سياسات وتنمية في قسم الشؤون الدولية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، مشروع تخرج بعنوان “استخدامات الطاقة الشمسية في التنمية الزراعية .. دولة قطر نموذجاً”، والذي قامت من خلاله بابتكار بيت زجاجي يعمل بالطاقة الشمسية ويوفر استهلاك الماء والكهرباء التي تستخدم في البيوت الزجاجية التقليدية.
وقالت مريم المري، في تصريحات ل الراية : إنها استعرضت في مشروع التخرج تحدياً جديداً لدولة قطر، وهو استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة بدلاً من الطاقة التقليدية، نظراً لكونها البديل الأفضل فهي طاقة صديقة للبيئة تقلل من الانبعاثات للغازات الدفيئة التي تعد السبب الرئيسي لظاهرة التغير المناخي التي تهدد العالم.
وأضافت: لقد قمت من خلال الدراسة بمناقشة عدد من الموضوعات التي تخص الطاقة الشمسية وكيف يمكننا توظيفها في الزراعة، وتم تحديد نوعين لأهم وأبرز الخلايا الشمسية وهي خلايا السيليكون أحادية البلورات والتي تعد الأكثر انتشاراً وتطوراً وكذلك خلايا كبريت الكادميوم الشمسية وتأتي هذه الخلايا في المرتبة الثانية بعد خلايا السيليكون.
وأشارت إلى أن الدراسة استعرضت طرق تحسين الإنتاج الزراعي وحفظ المنتجات الزراعية بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ومن تلك الطرق تجفيف المحاصيل الزراعية والتدفئة في الزراعة وأيضاً استخدامها لتربية الحيوانات وبعض التطبيقات الزراعية، كما تناولت الدراسة بعض النماذج الدولية التي استخدمت الطاقة الشمسية في الزراعة، لافتة أن هناك العديد من الدول التي سعت لاستحداث طرق جديدة للتزود بالطاقة في الزراعة من أجل التخلي عن الطرق التقليدية وتنمية الزراعة وتطويرها بغرض زيادة معدل إنتاجية النباتات لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكدت ضرورة استغلال الطاقة الشمسية على أكمل وجه من أجل ضمان الأمن الغذائي، حيث يمكن من خلالها إنتاج جميع أنواع المحاصيل في غير فصولها، وأيضاً عند استخدام الطاقة البديلة سوف تستطيع قطر التقليل من انبعاثات الغازات، لكن المشكلة تكمن في أن أصحاب المزارع يفضلون الطاقة التقليدية نظراً لتكلفتها مقارنة بالطاقة الشمسية، وهنا يكمن دور الدولة في التدخل للتوعية باستخدام هذه التقنية في الزراعة، وبث الروح الإبداعية لدى الشباب للقيام بأعمال وابتكارات تساعد الدولة على تحقيق طموحها في تطبيق استخدامات الطاقة الشمسية في التنمية الزراعية في قطر، ومن ثم تعميمها على بقية مجالات التنمية.
تم عرض المشروع، الذي يشرف عليه الدكتور عبد الجليل الصوفي، في البيت الزجاجي في الحي الثقافي “كتارا” والذي جذب عدداً كبيراً من الجمهور للاطلاع على كيفية استخدام الطاقة الشمسية في التنمية الزراعية من خلال البيت الزجاجي الذي يمكن تركيبه في حديقة المنزل.
وأشارت المري إلى أنها تطرقت في دراستها للحديث عن فوائد استخدام الطاقة الشمسية، حيث تنبعث من أشعة الشمس كل الطاقات المتجددة (البديلة) وغير المتجددة. وقالت: لا بد لنا من التحول نحو الطاقة الشمسية حيث إنها تدخل في العديد من المجالات التي ستغنينا عن استخدام الطاقات التقليدية ومن تلك المجالات الصوبات الشمسية، ويقصد بها تزويد النباتات بالضوء والحرارة اللازمين للمساعدة على توفير أفضل الظروف للنمو على مدار السنة .. مؤكدة أن استخدام الطاقة الشمسية سيمكن الدولة من تحقيق الاكتفاء الذاتي، لأنها ستساعد على زراعة جميع أنواع الخضر والفاكهة وتسمح هذه التقنية بالزراعة في الصحاري التي تتميز بها دول المنطقة وعلى وجه الخصوص دولة قطر.
كما سيتم الاستفادة من الطاقة الشمسية في تحلية المياه التي تحتاجها الزراعة، ما سيخفف العبء عن كاهل المزارعين، حيث إن المياه عنصر أساسي للتنمية الزراعية ودول الخليج تستخدم الطاقات التقليدية لتحلية المياه، وبالتالي فإن استخدام الطاقة الشمسية سيقلل تكلفة استخدام الطاقة، مشيرة إلى أنه يمكن الاستفادة من تجارب الدول التي تستخدم مضخات تعمل بالطاقة الشمسية في الزراعة.
حمد الشمري:
الطاقة الشمسية تقلل الأعباء المالية على المزارعين
أكد السيد حمد ساكت الشمري مدير إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة أن البيوت الزجاجية التي تستخدم للتنمية الزراعية باستخدام الطاقة الشمسية تساعد في تخفيض تكلفة استهلاك الكهرباء والماء، وتشجع على استخدام الطاقة النظيفة وتقليل التكلفة المالية على المزارعين.
وقال الشمري، في تصريحات ل الراية ، إن هذه التجربة لم تعمم ولم تخرج لحيز التنفيذ، وهي تحتاج إلى تطبيق في المحطات البحثية لمعرفة مدى الجودة ومدى توفرها للطاقة. وأضاف: نحن بحاجة إلى مزيد من البحث وتقديم المقترحات للنقاش، لأن الهدف الأساسي من هذه التكنولوجيا والتقنية الحديثة وغير التقليدية هو التوجه نحو الزراعة الذكية.
د. سيف الحجري:
توعية المجتمع بأساليب التنمية الزراعية
أكد الدكتور سيف الحجري أن الزراعة المنزلية بدأت تنتشر في كثير من الدول ويتم استغلال المساحات أعلى أسطح المنازل وفي الحدائق. وقال إنه يشجع مثل هذه الأفكار الجيدة، لتقوم كل أسرة بالزراعة حتى لو كانت المساحة بسيطة سواء في أماكن ومساحات مفتوحة أو في البيوت المحمية الذكية، وبالإمكان إنتاج بعض الخضراوات باستخدام الطرق والتقنيات الحديثة على مدار السنة.
وأضاف: إن دولة قطر تحرص على توعية المجتمع بتنمية قدرات الأسرة في التنمية الزراعية، خاصة تدريب الأمهات والنساء على الزراعة في حديقة المنزل، لما لها من فوائد إيجابية فهي أولا تضفي نوعاً من الجمالية والحركة لأصحاب المنزل وتساعد الأشخاص على قضاء بعض الوقت في الحديقة بعيداً عن المجالس، إضافة إلى الفوائد الزراعية بحيث تأكل الأسرة مما تنتجه من مزروعات، وبالتالي هذا يساعد في دعم الأمن الغذائي.
أحمد مياسي: إنتاج الأسماك والخضراوات في البيت الذكي
نوه أحمد مياسي من شركة ناس للاستشارات الزراعية والبيوت المحمية بفكرة البيت الذكي التي تعتمد على استغلال فناء المنزل في إنتاج الخضراوات والأسماك، حيث تعتمد هذه الزراعة خارج التربة العادية ولا تحتاج إلى تربة أو ري أو حتى إزالة الأعشاب الضارة .. مؤكداً أن الطريقة الزراعية الحديثة تساعد في خفض ثاني أكسيد الكربون، فيما يمكن مضاعفة إنتاج المحصول 18 ضعفاً مقارنة بالزراعة التقليدية في المساحة نفسها.
وأكد أنه يمكن للبيت الذكي الذي يعمل بالطاقة الشمسية إنتاج الأسماك والخضراوات في ظل بيئة تكاملية وطبيعية، حيث تستخدم فضلات الأسماك الغنية بالعناصر الغذائية للنباتات إلى أسمدة عضوية تحول عن طريق البكتريا النافعة، كما تصفى المياه عبر فلتر مخصص لذلك قبل إعادتها إلى حوض الأسماك، ويستهلك هذا النظام كميات مياه أقل من نظام الزراعة التقليدية بنسبة 90%.